الرسالة الأخيرة

01‏/01‏/2009

 


لأنها رسالتها الأخيرة

فقد غمست ريشتها فى دمها وكتبتها أليه

ولأنها الأخيرة كتبت حروفاً كثيرة بجنون وحيرة

ونزفت دموعاً كثيرة كلها مريرة

وحزنت كثيراً فحروفها كالجبال ثقيلة

قالت له أنها حين جاءته

كانت تحمل قلباً وحين غادرته حمله الموت

قالت انه كان المستقبل لكن غداً لم يعد به يقبل

رجته أن يستريح من عناء تتبع اخبارها

ويريحها من متابعة خذلانه لها

قالت له أن يحترم الفراق فكل شىء بعده مباحاً

ألا تفكيرنا فى من نحب وسماعنا صوته ولقائنا به

قالت له لأنها أحبته كان الألم أعمق من أن تمد يديها وتنتشل قلبها منه

وكان أحساسها أصدق فقد تعد الحزن بمراحل ونزفته ألفاً ولم يتوقف

وكان دمعها بملوحة البحر الاسود فلم تموت فيه غرقاً

فقط به تتعذب

قالت أنها أنتظرته كثيراً

وجاءت له أخيراً

بقلباً كسيراً واحساساً منهار

لتقول بأختصار

أن أمس قرر قلبها الأنتحار

وأن للوهم خيوط جميعها تقطعت

والأمل غادرها جارر أذيال الخيبة

وعمرها مات أنتظاراً وتبخر كادخاناً
وتسرب من بين يديها كالرمل

قالت له بأمعان

أن يتعلم النسيان

فهى لن تحمله عبء تذكرها

فاللذكرى انياب.. تغرسها فينا عند الغياب

قالت انها ستفتقده

عندما تضع رأسها على وسادتها فيستنكر عقلها أن يكون هو أخر من تفكر فيه

ستفتقده

عندما تفتح عيناها وتدرك

ان بعض الذين يغادرون

تتنكر لأطيافهم العين

ستفتقده

عندما تلبس الجديد.. وتتمناه أن يراها به

ستفتقده

عندما يهنئها جميعهم بالعيد ألا هو

فقد سرقه الغياب

ولم يترك بديلاً عنه

ستفتقدها

عندما تقول لآخر أحبك

وهى تدرك أن قلبها مزدحماً يه

قالت أنها أحبته وستحبه

لكن بعض الحب على أرض الواقع لا يطيل البقاء كثير

قالت انها تمنته

وبعض الأمنيات تكون مستحيلة

قالت أنها صدقته

فبعض الكذب يكون أكثر من جميلاً

قالت انها لن تودعه

لأنه سيحيا بها طويلاً

قالت وقالت

وفى ختام الرسالة لم تقوى أن تقول شىء

فقد مات حرفها حزناً عليه