أنا اعرفك

10‏/12‏/2008

 


أنا اعرفك
لا تندهش
لست أنجم او أقرأ الكف
ولا امارس الشعوذة والسحر
أنت فقط
نسخة مكررة منه
أنا اعرفك
وأحفظ ملامح قلبك عن ظهر قلب
وأعرف ما ستقول فى البداية
وما ستدعيه فى منتصف الحكاية
وما ستقذفنى به فى النهاية
فأسترح
فأنا اعرف اصغر تفاصيل الرواية
انا اعرفك
فلا ترهق نفسك
فى شرح احاسيسك
ورسم خريطة لأحاسيسى
ولا تقل لى
أن ليس كل الرجال
جبناء
وليست كل القلوب سواء
من سبقك
قالها لى
وأراحك من العناء
وصدقته كبلهاء
فدنسنى بالغباء
أنا اعرفك
ستمارس فى ساحتى دور العاشق
وتدعى انك فى السهر غارق
تعد النجوم
وبقلبك مشتعلة الحرائق
ثم ستتطاير كرماد
و تتلاشى كفقاعة
وتموت كوهم
أنا اعرفك
فلا
تتلون بألف لون
ولا تنسج ألعيبك بكل فن
وتحدثنى بفلسفة عن الحب
وتقول انك مدرسة من العشق
ثم تتسرب كالرمال منى بلاشعور
وتتسلل فى الخفاء حينما يبزغ النور
وتبتلعك دومة تدور
وتبتسم عند الانتهاء بغرور
وتسخر من ذاك القلب الذى تركته مشطور
وتقول
يلا سذاجتها
قد علمت أنى ليس ألا
بقعة ستذول
وحلماً لن يطول
ورغم ذلك صدقت أنى مطراً ينوى الهطول
على صحرائها
واتبعتنى بفضول

لم اكن اعلم

 


لم اكن اعلم
أنك نصاً لو ظللت ألف عام
فى تنميق حروفه
سيظل مبتوراً
وضائع
ونسخة مشوهة من رسالة عشق
أكتبها فوق الدفاتر
لم اكن اعلم
انك غنوة
لن اجيد ترديدها
ولن أحفظ لحنها
ولن تحبنى كلماتها
ولن اعرف يوما ترتيبها
لم اكن اعلم
أنك قصة بلا ملامح
وخرافة صدقها قلبى الجامع
وحكاية يفوح منها الكذب بشكل فاضح
وعيوناً الغدر فيها واضح
لم أكن اعلم
أن قلبك مريضاً بالخذلان
يعيش على هامش الحب كجبان
لم اكن اعلم
أنك ذات لحظة قاتلة
سترحل عنى
تاركاً حياتى حافلة
بفراغات املائها بعدك
بحكايات فاشلة
لم اكن أعلم
أن للسكين الباردة
طعنة ساخنة
تتركنا بجروحاً غائرة
فلا نموت
ولا ننزفها
وتظل فى دنيا الوجع بنا مسافرة
لم اكن اعلم
ان كل البدايات عندك نهاية
وان كل النهايات
تمزجها بمأساة
وانك رجلاً لا يعرف الانتماء
ولا يعترف بوطن
ولا يحترف الولاء
ولا يتخذ أخلاء
لم اكن اعلم
انى سأقف على حدود عيناك كالبلهاء
اناشدها الوفاء
واسرد عليها
كل مساء
معنى الاحتواء
وهى عمياء
لم اكن اعلم
أن قلبك أمى
سيسقط فى درس الاحاسيس
وسيسقط فى درس المشاعر
وسيسقط فى درس الحب
و يواصل سقوطه
من عيناى

سامحنى...

 


سامحنى...
أن لم استوعب بعد نبأ موت حكايتنا
فتفاؤلى أعمى لا يعى نهايتنا
سامحنى...
أن وقفت طويلاً فوق أطلال احاسيسى
فى أنتظار أن تعود
سامحنى...
أن أشعلت شموع قلبى كل ليلة
ومددت جسراً ليوصلنى لعينك
ثم وقفت فى منتصفه
كى لا أكتشف النهاية
كى لا يجرفنى فراغ انتهاء الحكاية
وضياع قلبى ونحيبى وبكايا
سامحنى...
أن كنت لاذلت أكتب أليك رسائلى
وأستلهم من حبك قصائدى
وأعيش على وهم قرأتك لمشاعرى
وأقتات على أمل ان يحملك شوقك لشواطىء
وادعو طيفك كل ليلة أن يتسلل من نوافذى
وأضع صورتك بقرب قلبى
وتحت وسائدى
أتقلب ليلاً فى انتظار هاتف يرسل صوتك لمسامعى
وأبتسم رضاء
لوردة حمراء
أهديتها لى
فسكنت طيات دفاترى
سامحنى...
أن مددت لك يدى عند الغرق
ولم استقبل خذلانك لها بترحيب
ولم أشكرك لجرحك أياى فى تهذيب
ولم اصفق فرحاً لذهابك عنى كالغريب
ولم أستعذب طعم الألم
وذل النهاية
ومذاق التعذيب
ولم أرقص طرباً عندما تغيب
سامحنى...
أن فزعت من ضحكتك عندما أبكى
وكرهت اشفاقك على حزنى
وتجاهلت سكينك المغروس بنبضى
وناديتك
كعاشق
كالنصف الآخر من روحى
ولجأت أليك بحق الحب ..وحق السنين
أن أغثنى
من الفراق
ومن الحنين
سامحنى...
أن أغمضت عينى كى لا اشاهد رحيلك
وأدعيت أنك ماذلت تتغنى بى فى مواويلك
واوهمت عمرى أنى ماذلت أميرة اساطيرك
وقلت بفخراً لقلبى
هذا حبيبك
سامحنى...
أن أمتهنت الغباء
كى لا اصدق خداعك
ونظرة اليك كالبلهاء
كى لا افهم وداعك
وأدعيت السذاجة
وعاملت الفراق ببلادة
ونظرت فى عين الحقيقة
بلا مبالاة
سامحنى...
أن قلت لك ألف (لا)
لا لبعثرتك ايامى فى الهواء
لا لهروبك كالجبناء
لا لتركى
سطراً مكتوباً فوق الماء
وحرفاً بلا هوية
وروحاً تسبح فى الخواء
لا لقتلى
بعمراً لا يعرف سوى البكاء
وبحراً عواصفه هوجاء
مدناً ملامحها سوداء
ودروباً كلها عوجاء

لا لقلباً يمسى مقيداً بأسم
الألف واللام والحاء والباء