سامحنى...
أن لم استوعب بعد نبأ موت حكايتنا
فتفاؤلى أعمى لا يعى نهايتنا
سامحنى...
أن وقفت طويلاً فوق أطلال احاسيسى
فى أنتظار أن تعود
سامحنى...
أن أشعلت شموع قلبى كل ليلة
ومددت جسراً ليوصلنى لعينك
ثم وقفت فى منتصفه
كى لا أكتشف النهاية
كى لا يجرفنى فراغ انتهاء الحكاية
وضياع قلبى ونحيبى وبكايا
سامحنى...
أن كنت لاذلت أكتب أليك رسائلى
وأستلهم من حبك قصائدى
وأعيش على وهم قرأتك لمشاعرى
وأقتات على أمل ان يحملك شوقك لشواطىء
وادعو طيفك كل ليلة أن يتسلل من نوافذى
وأضع صورتك بقرب قلبى
وتحت وسائدى
أتقلب ليلاً فى انتظار هاتف يرسل صوتك لمسامعى
وأبتسم رضاء
لوردة حمراء
أهديتها لى
فسكنت طيات دفاترى
سامحنى...
أن مددت لك يدى عند الغرق
ولم استقبل خذلانك لها بترحيب
ولم أشكرك لجرحك أياى فى تهذيب
ولم اصفق فرحاً لذهابك عنى كالغريب
ولم أستعذب طعم الألم
وذل النهاية
ومذاق التعذيب
ولم أرقص طرباً عندما تغيب
سامحنى...
أن فزعت من ضحكتك عندما أبكى
وكرهت اشفاقك على حزنى
وتجاهلت سكينك المغروس بنبضى
وناديتك
كعاشق
كالنصف الآخر من روحى
ولجأت أليك بحق الحب ..وحق السنين
أن أغثنى
من الفراق
ومن الحنين
سامحنى...
أن أغمضت عينى كى لا اشاهد رحيلك
وأدعيت أنك ماذلت تتغنى بى فى مواويلك
واوهمت عمرى أنى ماذلت أميرة اساطيرك
وقلت بفخراً لقلبى
هذا حبيبك
سامحنى...
أن أمتهنت الغباء
كى لا اصدق خداعك
ونظرة اليك كالبلهاء
كى لا افهم وداعك
وأدعيت السذاجة
وعاملت الفراق ببلادة
ونظرت فى عين الحقيقة
بلا مبالاة
سامحنى...
أن قلت لك ألف (لا)
لا لبعثرتك ايامى فى الهواء
لا لهروبك كالجبناء
لا لتركى
سطراً مكتوباً فوق الماء
وحرفاً بلا هوية
وروحاً تسبح فى الخواء
لا لقتلى
بعمراً لا يعرف سوى البكاء
وبحراً عواصفه هوجاء
مدناً ملامحها سوداء
ودروباً كلها عوجاء
لا لقلباً يمسى مقيداً بأسم
الألف واللام والحاء والباء