" لقد رحل"

29‏/03‏/2009

 







" لقد رحل"
رددو الخبر عليها مره تلو الأخرى عل تلك الأبتسامة التى تعلو شفتيها تمحى
أيمكن أن تكون دهشة الفاجعة أو لعلها الصدمة فى فى أعلى قممها
لم يكن فقط حبيبها
لقد كان كل شىء
كل شىء



ففى اليوم الأول
أشعلت شمعة وعلى ضوئها راحت تكتب له رسالتها



حبيبى...

لم تكن تلك رسالتى الأولى لك ولن تكون الأخيرة
لقد أخبرونى اليوم عن رحيلك أتصدق هذا..
لا أعلم هل أصيب الجميع بالجنون حبيب روحى أم أنهم فقط يمزحون
... أو لا يعلمون أنى
لأجلك فقط أستقبل الشمس كل صباح
ولأجلى تغفر للقمر إن غاب
لأجلك أختصر المسافة بين الحقيقة والحلم
ولأجلى تقتص من الغياب أن أستباحنا يوم
لأجلك ألون الأحزان فإن زارتنا

نقول أبتسم الزمان
ولأجلى تعبىء الأمان فأرشفه بنهم من كؤوس الأطمئنان
فلما يقولون أنك رحلت
أرجوك حبيبى
أخبرهم أن يكفو عن المزاح والجنون
فأنا أكرههم حين يكذبون





حبيبتك

...
وفى اليوم الثانى
مارست طقوس حياتها بهدوء
فأستقبلت الشمس بفرح

وطبعة قبلة على عيون النهار
وعطرت مساحة خيالها برحيق الورد ففى كل مساء يزورها طيفه
وفى كل مساء تسكن روحها عينه
جاء المساء وهاتفته وعلى غير العادة لم تستقبل صوته الهامس بكلمة أحبكِ
فظنت أنه خطأ فى خطوط الاتصال
جلست مره آخرى لتكتب له فقد تعودت حين يهزها الحزن لغيابه
أن تفر لدفترها وتتحدث عنه وتناجيه تلقى بكل همومها فوق صفحاته
وفى يوم اللقاء تعطيه رسائلها وفى يوم اللقاء تسدل الاحزان ستائرها



جنتى...

كم يحزننى أفتقاد همسك اليوم بسبب خطوط الأتصال باردة المشاعر
أتدرى كم أكره تلك التكنولوجيا ولا مبالاتها حين تحكم قبضتها الأشواق على نبضى ويتحدا الحنين صبرى
ويكشر عن انايبه الوقت
معلناً هزيمة قلبى
فؤادى لم أعتاد فكرة افتقادك يوماً أبداً حتى فى أقصى حدود انشغالك
تكون بقربى ... أتدرى كم هذا المساء يتيم فلم تحنو عليه كلماتنا لتخفف عنه
وحشته
ليت بى من الجنون ما يكفى لكسر كل القيود فتحملنى أجنحة لهفتى أليك
وليت بى من العقل ما يكفى لأحتمال غيابك يوم
يرودنى أحساساً صادق أنى سأراك اليوم فى أحلام منامى
ما أجملها أحلامى حين تحتويك

وما أقساه خيالى حين يضيق فلا يتسع للقاء حبيبين








حبيبتك






...
وفى اليوم الثالث
كان صباحها بارد وكأن الشمس أعلنت الحداد فأحتجبت خلف الغيوم والسواد.. أدركت أنه الغياب .. فلا شىء يشعل الحرائق فى وقتها سواه
ولا شىء يفوق مرارته فى قلبها سواه
ولا شىء يبكيها، يستهلكها، يستنزفها سواه
اليوم لن تجلس لطاولتها وتكتب له
فالحزن فاق طاقة حروفها وأختصر عبارتها لدمعة

فأى أبجدية ستقتص من الغياب وتنحره على أعتاب لقاء
وحده الغياب يدخلها فى كهوف الصمت
وحده الغياب يلغى المسافة بين المعقول والجنون
ويسكبها فوق أرضاً صلبة
فلا تمتصها ولا تتبخر لتسكن الغيم
فقد تتجمد مكانها
ويتوقف فى عالمها الوقت
وحده الغياب يسرق منها كل شىء

ويسرقها من كل شىء
وحده الغياب يزرع فى دمائها الصبار وينثر أشواكه
فى النبض
ووحده الفراغ ما يرافقها فتتسكع فى طرقاته
ويتسكع فى حنايا روحها
فلا تبصر خلفها وامامها سواه شىء
وحده الغياب يجعل منها جبلاً من جليد
وقطرة ماء تائهة فى محيط
....
وحده الغياب يتوغل بها فى غابات الخوف
ويكسب أحلامها مزاقاً من الفزع والرعب
وحده الغياب يحولها الى لا شىء

....
وفى اليوم الرابع بعد المئة
أدركت أنه لا يمارس معها لعبة الغياب
.. أو العذاب
فهل يكون الرحيل ؟؟
أهذا هو الأحساس الذى قرأت عنه كثيراً
أهذا هو المسخ الذى يزور المحبين فى كوابيسهم فيطاردهم حتى الهاوية ومن ثم السقوط.. أنه أبشع مما قرئته وأشد قسوة مما وصفوه
فقد ظلت تواصل السقوط أياماً بلا منتهى للفراغ ولا نهاية لظلمته
وكما تعودت حين لا يحتمل جسدها عذاب الروح
تسافر أليه عبر أوراقها
غمست ريشتها فى دم قلبها
وكتبت له

اليوم سأجردك من لقب حبيبى ومن كل تلك الألقاب التى منحها لك قلبى
بإيعاذ من الحب ... لم يبقى لدى سوى لقب واحد حصرنى فيه رحيلك
وجعى المسافر بى...
يقال إن لم تشأ ان تقتلك رصاصة الأجابة فلا تسأل
لكنى اليوم ما أحوجنى لتلك الرصاصة
فهل لقلبى برصاصة رحمة
لقتلك بى
لن أسألك عن أسباب رحيلك فكل ما يقال بعد الرحيل تفاهات
كل ما يقال بعده محض أفتراء على الحب
فقط سأسألك
متى ستعود!!!
هل ستعود؟؟!!!!!!!
فهذا الرحيل لم أزور مدنه حتى فى خيالى


حلم الأمس
**********


جلست بعدها تحدث قلبها
ألن تراه ؟؟
أيعقل أن تفتح عيناها وتغلقهما وتعد للمليون علها تفيق من ذاك الهزيان
على أمتداد زراع محبوبها تهزها بقوة فينزفها للمره الأخيرة الحزن
أنه الرحيل.. نعم هو فلا شىء يفقد القلب صوابه سواه
أنه الرحيل.. الذى لا تتسع له صدورنا ولا تضيق معه مساحة شجوننا وجنوننا وحزننا
أنه الرحيل الذى لا نستوعبه ..
يستوطننا ولا أسلحة تفتك به
أنه الرحيل الذى يحفر على ملامحنا أسمه
فيخبو البريق فى عيوننا ..
وقسماتنا تنطق به
أنه الرحيل
فلا شىء يأتى بعده سوى الحزن وجيوشاً من العتمة
وأطنان من الركام تقبع فى اعماقنا
فتزدحم مدن خيالنا ..وأمالنا.. وأحلامنا به
....
أخيراً قبل أن تفاجىء احدهم برحيلك لا تتركه فريسة الأنتظار
فالبعض ترحل بالرحيل قلوبهم وعقولهم
قبل أن تقذف بأمالهم واحلامهم وأيامهم فى نار الجحيم
أعطهم سبباً لكرهك أعطهم عذراً للمضى بحياتهم بعدك
قبل أن تبصق على حبهم الصادق
قل لهم أنك للأبد مفارق
والأفضل من البداية أن لا نزورهم
فهم أنقى من أن ندنس مدنهم البيضاء بسوادنا
وهم أرقى من أن نغوص بهم فى أوحال عقدنا
النفسية وتاريخنا الدموى فى قتل حسنى النية بنا

****
أما أن كان الرحيل هو الموت فلهم الله يلهمهم الصبر