احسست بقلمي ينبض
يريد ان يبوح بشيء
تخيلت ان هذا الشيء خطير جدا
لانني
لم اراه
في يوم من الايام بهذه الحالة
التي يرثى لها
فاطلقت العنان له رغم انه بين اناملي امسك به
الا انه بدأ بعبارة
قد تكون تافهة الى حد السخرية
لكني لم أشأ ان اقاطعه فتركته
ليسرد عليا مزحه
لم افهم مغزاها
وقد
يكون قرأها البعض او سمعها
فقد تبدو
للوهله الاولى انها مجرد طرفة لاتعني شيء
كان هناك ثلاثة اشخاص يتصفون بصفه النذالة
أحبو ان يتسابقو فيما بينهم أيهم انذل
وماهي الا دقائق حتى أتت امرأة عجوز
تحمل على راسها الحطب
وقد انحنى ظهرها
واكل الزمن عليها وشرب
فجرى احد الاشخاص الثلاثة
عليها
وضربها وسقطت على الارض
فرجع
ذالك الشخص فرحا مسرورا
لما
فعله من النذالة وقال انا الفائز
وهو يضحك جرى الشخص الثاني على المرأة العجوز
وأخذ
يركلها وهي ساقطه على الارض
ويركل
ويضرب
حتى تكسرت
يداها ورجليها
هي تصرخ وتستغث
فرجع
الشخص الثاني اكثر فرحا من صاحبه الاول
وهو
يقول انت ضربتها
وهي واقفه وانا ضربتها وهي
على الارض ولم أرحم كبر سنها وتوسلاتها
فانا انذل منك
وبينما
هم على
هذه الحاله يتشاجرون من منهم
الانذل
واذا
بالشخص الثالث ينفجر ضاحكا وهو يقول انا
انذلكم
فتفاجىءالاثنان من كلامه لانه لم يفعل اي شي او اي تصرف
فسالوه كيف وانت لم تتحرك من مكانك وتكون انذل منا؟
فقال
لهم لان المرأة العجوز هي ((امــــــــي))
وانا
انظر لها واسمع صراخها ولم افعل لها اي شي
هنــــــــــــــــا
(( انتهت القصة كما بدأت))
طرفة
لاقيمة لها
تمر علينا مرور الكرام دون الالتفات اليها
او التمعن في محتواها
فهمت
المغزى من تلك المزحه التي تبدو من الوهله الاولى انها سخيفه جدا
وعرفت
ان قلمي لا ينطق من فراغ ولا يقول الكلام
التافه
فقلمي
يريد ان يقول لي ولكم تعالو لكي
نغير كلمة امي ونجعلها
((أمتــــــــــــــــــــــــي ))
وانتي
التــــــــــــــــــــي
اكل الدهر عليكي وشرب
وانحنى ظهرك
وراح عمرك
في
سبيل تربيتنا واصلاح امرنا وعلو
مكانتنا بين الأمم
والان نرد لكــــي الجميل
متفرجين ونحن نراكي
تستغيثـــــــــين
تصرخـــــــــــين
ويصل لمسامعنا نحيبك وبكاءك
وانتي ملقاة على الارض
الغـــــــــــــــــــرب يضربك مـــرة
ويركلكي اخـــــــــرى
ونحــــــــــــــــــن
متفرجين
جميعنا ذالك الشخص النذل الذي رأى أمـــــــه
نلقاة على الارض تهان وتضرب
والجميع لايرحم ضعفها
جميعنا انــــــــذال بما تعنيه الكلمة
بتفوق مع سبق الاصرار والترصد
ننظر اليها في صمت مطبق
لا نستطيع ان نكتب لنصرتها ولو دعاء
لنصرتـــــــــــــها
عسى الله ان يخفف عنها ماألم بها من مصاب
في ابنائها
قلمـــــــــــــي
هو حال كل الاقلام
والالسنة الخرســــــــــاء
لم يملك الجرئة يوما ليكتب خوفا من بطش
الحكام والمتسلطــــــــين
ونسى كما نسى الجميع سلطة وبطش
القادر المقتدر العزيز
الجــــــــــــــــــــــــــــبار